random
أخبار ساخنة

صناعة الكتاب الخارجي والكتاب المدرسي

الصفحة الرئيسية

الكتاب الخارجي والمدرسي

عندما تمسك الكتاب الخارجي في يد وكتاب المدرسة في اليد الأخرى، ستلاحظ أن الكتابين من الغلاف إلى الغلاف طباعتهما، ورقهما، ألوانهما، كل شيء فيهما جيد ولا يوجد خطأ. المشكلة كلها تكمن في المحتوى التعليمي داخل الكتاب. عندما تمسك كتاب المدرسة وتطلع على المحتوى التعليمي داخله، تشعر بالملل وعدم الراحة.

صناعة الكتاب الخارجي والكتاب المدرسي

 بينما عندما تمسك نفس المادة ولكن في كتاب خارجي، تجد الأمور مبسطة جداً جداً، بالإضافة إلى التمارين الإضافية أو الامتحانات الإضافية وتبسيط المعلومة للطالب. وهذا فعلاً ما يجعلك تتساءل: "إذن أين المشكلة؟ فكلا الكتابين يتكلف نفس التكلفة، فلماذا المحتوى هنا أقوى من هناك؟" .الإجابة على هذا السؤال ببساطة، يجب أن تعرف كيف يتم تأليف وطباعة الكتابين. 

الكتاب الخارجي

لنبدأ أولاً بالكتاب الخارجي. القانون ينص على منع طباعة أو نشر أو بيع أو تداول أي كتاب خارجي إلا بعد الحصول على التراخيص اللازمة من وزارة التربية والتعليم. هذا الترخيص يكون لمدة سنة واحدة فقط قابلة للتجديد، وتجديده يكون في شهر مايو من كل سنة. 

ما يحدث هو أن أصحاب المطابع أو دور النشر يذهبون للحصول على الإذن أو التصريح من وزارة التربية والتعليم، وبعد ذلك يطبعون كتبهم. يطبعون نسخة ويرسلونها للوزارة للمراجعة والموافقة عليها، ثم يبدأون في بيعها. هذا بالنسبة للكتاب الخارجي. 

في الوقت نفسه، تكون الوزارة، وهي وزارة التربية والتعليم، ترغب أيضاً في طباعة الكتاب المدرسي للسنة الدراسية الجديدة، فماذا تفعل؟ تقوم الوزارة بطرح مناقصة تطلب فيها مجموعة من المتخصصين في تأليف المناهج الدراسية لتأليف مناهج الصفوف المطلوبة، ومن خلال المناقصة أيضاً، تطلب الوزارة مطابع لطباعة الكتب المدرسية التي ستوزع بعد ذلك على المدارس. 

بالطبع، المناقصات تعني أن هناك أكثر من عرض يُقدم، ومن المفترض أن تختار الوزارة العرض الأقل سعراً، خاصة وأنها تطبع كتاباً لما يقرب من 20 مليون طالب. فمن الطبيعي أن تختار الأقل سعراً، والمفاجأة هي عندما تجد أن نفس الشخص الذي ألّف الكتاب الخارجي هو نفسه الذي ألّف كتاب الوزارة.

لذلك نلاحظ دائما أن الكتاب الخارجي أفضل وأقوى وأسهل، ويحتوي على تمارين أكثر من كتاب المدرسة، وهذا أمر طبيعي ومتوقع من كبار كتّاب الكتب الخارجية الذين يعتبرون الطلبة وأولياء أمورهم جزءاً من سوق يضم أكثر من 20 مليون تلميذ وطالب، موزعين على حوالي 29 مديرية ضمن 50,000 مدرسة. 

تدرك إذن  هنا أننا نحن وأبناؤنا، مجرد أرقام وسلع في هذا السوق الذي يحافظون على تجارتهم فيه، والتي تصل أرباحها السنوية إلى أكثر من 20 مليار جنيه ، إن أزمة الكتب الخارجية ليست مجرد نتيجة لعمليات نشر الكتب فقط، بل أيضاً لمشاركة كبار مشغلي الدروس الخصوصية ،حيث يقوم ناشطو الكتب الخارجية بالاتفاق مع مشغلي الدروس الخصوصية على ترويج وبيع كتب معينة.

 إذا لاحظت، سيأتي ابنك إليك ليطلب شراء كتاب محدد، وإذا لم يشتريه، يجبره المدرس على شراء المذكرات الخاصة به. وإذا اشترى الكتاب، يحصل المدرس على نسبة من المطبعة، وإذا لم يشترِ الطالب الكتاب، فإن المدرس يجبره على شراء المذكرات، مما يضر الطالب.

الدروس الخصوصية والكتاب الخارجي

أما بشأن موضوع الدروس الخصوصية والمراكز، هل أنت راضٍ عن الإجراءات التي اتخذها الوزير بخصوص المواد التي أصبحت مواداً ثانوية، حيث لا تُضاف للمجموع؟ هذا قد أثر على عمل هؤلاء الأشخاص ومصادر رزقهم. دعني أجيبك ببساطة: دعائنا لله سبحانه وتعالى أن يعفو عنا ويكفينا شر قسوة القلوب وتقلب الظروف.

ثانياً، كما تعاطفت مع المدرسين في المدارس، يجب عليك أيضاً أن تتعاطف مع مدرسين المواد الأخرى مثل التربية الدينية، الحاسب الآلي، والتربية الرياضية. فهذه المواد ليست أقل أهمية من غيرها، بل هي ضرورية لسلوك الطالب ونموه الذهني. إهمال الدين، الرياضة، والحاسب الآلي يؤثر على مستوى الطلاب بشكل كبير.

أنا شخصياً لست ضد أي من هؤلاء المدرسين، لكنني ضد أي شخص يظلم الآخرين. إذا كنت لا ترحم نفسك، فلا تتوقع أن يرحمك أحد. وإذا لم تراعِ نفسك، فلن يراعيك أحد. نحن جميعاً في رحمة الله، وأي شخص لا يساعدك، لم يرحمك في تعبك وشقائك وحرمانك لبيتك وأولادك، في سبيل توفير التعليم. هناك أولياء أمور قادرون على الدفع، لكن هناك أيضاً من يضطرون للعمل في أكثر من وظيفة لتوفير مصاريف التعليم.

الخلاصة

هل في يوم من الأيام رحمتك جهة ما؟ هل جاء أحد ليعفيك من تكلفة التعليم؟ بالطبع، هذا لم يحدث ولن يحدث. نفس المدرس الذي تدفع له مئات وآلاف في السنتر هو نفسه الذي يدرس في المدرسة، لكنه يجيب ببساطة أن السبب في عدم شرحه الجيد في المدرسة هو كثافة الطلاب. 

بينما في السنتر يشرح لأعداد كبيرة من الطلاب، أحياناً تصل إلى 200 طالب، وقد رأينا مدرسين يستأجرون قاعات لتدريس أعداد كبيرة في الحصة الواحدة. بناءً على ذلك، وبدون التسرع في الحكم على تجربة لم تظهر نتائجها بعد على أرض الواقع، فإن الأمور تتطلب مزيداً من التأمل والتفكير
google-playkhamsatmostaqltradent