الشهوة الجنسية
تعتبر الشهوه الجنسيه فطرة بشريه يخلق بها الانسان فهي عباره عن قوه داخليه توجهه نحو الحب والتواصل وتعمل كدافع طبيعي يسهم في استمراريه نسله كما انها جزء لا يتجزأ من الطبيعه البشريه ولكن اذا لم يتم السيطره عليها وتوجيهها بالشكل الصحيح فقد تقود الى سلوكيات مدمره تؤدي الى الهلاك.
لقد دق ناقوس الخطر نحن اليوم نعيش في زمن تغزونا المغريات والفتن التي أصبحت تحاصرنا من كل حدب وصوب حتى يمكننا القول انه عصر تغول الشهوات فاصبح العديد من الأشخاص اليوم منغمسين في أعماق المشتتات حتى سيطرت على قلوبهم واستحوذت على عقولهم ليجدوا انفسهم اسرى وراء القضبان عبيدا للشهوه.
قوة الشهوات
الله سبحانه وتعالى ميز الانسان بالعقل وبقدرات فريده للتحكم في شهواته عن باقي الكائنات فالشهوة الجنسية مثلها مثل الفرس الهائج يمكن كبحها فقط إذا كان الشخص متمكنا ومدركا لأساليب التحكم الذاتي، فالشهوه ليست مقتصره على الجنس فقط، فشهوه المال مثلا لا ينبغي الوصول الى لذتها بالسرقه بل من خلال العمل الشريف والكسب الحلال.
شهوه الطعام اذا زادت عن حدها يمكن ان تؤدي الى مشكلات صحيه لهذا يجب ان تعي جيدا انك اليوم امام ظاهره في منتهى الخطوره حيث ان الوصول الى الشهوات اصبح اسهل بكثير ومدعوم بتكنولوجيا متقدمه ووسائل حديثه فالإنترنت بات يوفر وصولا فوريا الى محتوى متنوع ، فرغم المتعه التي يقوم هذا المحتوى بتوفيرها فالغرض منه هو تدميرك.
الإنترنت
تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل انستغرام وتيك توك تعزز هذه الظاهره من خلال عرض صور وفيديوهات جذابه تثير الرغبات وكل ذلك يمكن الوصول اليه بمجرد نقره زر واخطر ما يمكن ان نتحدث عنه هو فيروس المواقع الخليعه فما يتم عرضه في الأفلام الاباحيه ليس الا اوهاما مصطنعه تغذي الخيال وتجذب الانتباه لكن عندما يصطدم الانسان بالواقع الحقيقي بعد الزواج يدرك ان الحياه ليست كما رسمتها تلك الصور المصطنعه
اذ لم يكن الشخص واعيا لهذا الخداع فقد يجد نفسه متعلقا بالصور الزائفه اسيرا لشهواته مما قد يؤثر سلبا على حياته وعلاقاته ويؤدي به الى فقدان الصفاء والنقاء الروحي وتائه في ظلام الاباحيه ، لكننا كما عودناكم دائما سنحاول في هذا المقال تقديم بعض الحلول والنصائح لمواجهه هذه الظاهره.
اعرف عدوك
اول شيء يتعين عليك معرفه عدوك بدقه لتتمكن من التغلب عليه والنجاح في مواجهته بنفس الطريقه فالصراع مع الشهوات يتطلب معرفه الأعداء بدقه حيث يكون العدو الأول هو النفس والنزاع الداخلي والعدو الثاني هو الشيطان الذي دائما ما يسعى لإثاره وتحفيز تلك الشهوات مستعملا إياها كطريقه اسهل لتحطيمك.
بالتخطيط والتحليل والاستراتيجيه تستطيع تحديد اهدافك للنجاح في هذا الصراع داخلي صحيح ان كيد الشيطان ضعيف لكن ضعفه يعتمد على قوتك في علاقتك بالله فكلما ازدادت علاقتك بالله قوه ازداد كيد الشيطان ضعفا، وضع في اعتبارك ان العكس صحيح لأنه كلما ضعفت علاقتك بالله ازدادت قوه كيد الشيطان.
النفس الاماره بالسوء والشيطان عنوان يسعيان دائما الى ابعادنا عن الطاعات ودفعنا نحو الشهوات فالنفس تنغمس في السلوك بشكل مباشر بينما الشيطان يستخدم التزيين والاغراء كتضليل وتمهيد للوقوع في الخطأ الا ان دليل التزكيه يهدف الى احباط خطتهما وفي الوقت نفسه يسعى لرسم خطه شخصيه لتعزيز علاقتنا مع الله.
ضعف الإيمان
نركز في هذا الدليل بشكل خاص على الوعي كونه الأساس لحياه خاليه من الشهوات بأذن الله ومن اهم النقاط التي نركز عليها هي ان الوقوع في الشهوه ليس بالمرض الحقيقي بل هو فقط من اعراض ضعف الايمان لان العلاقه بين الايمان والشهوات تكون عكسيه كلما زاد الايمان قلت الشهوات والعكس صحيح.
لنستخدم امثلة من الواقع في شهر رمضان مثلا تكون نسبه الوقوع في الشهوات في انخفاض كبير وذلك لان الصيام يقوم بتعزيز وتقويه الايمان، وفي رحله العمره يكاد يكون من المستحيل ان يفكر المرء في الشهوات بسبب الأجواء الروحانيه والايمانيه التي تسوده وفي اللحظات الصعبه كالصلاه على الميت او في المستشفى يكون المرء اكثر تركيزا على الايمان ويبدا بالتساؤل كيف سمحت لنفسي بالوقوع في الشهوات في الأوقات السابقه.
فأثناء لحظات الشهوه التي تبدا فيها الاغراءات لا تقاوم يجب ان يكون لديك مخزون من الاراده تقوم باستخدامه للقضاء عليها ،يظهر البحث العلمي ان تأخير المكافاه لمده عشر دقائق يؤدي الى تقليل استجابه المخ للمكافاه الفوريه مما يجعل الشخص اقل عرضه للخضوع للإغراء.
في تلك اللحظات من خلال استخدام هذه الاستراتيجيه يمكن للشخص ان يتحكم بأفكاره ويعزز التفكير العقلاني والواعي لمده عشر دقائق ذلك ما يساعده على الحفاظ على قوته وثباته في تحقيق أهدافه الروحيه والشخصيه. هذه الطريقة تعزز فعاليه الاراده وتساعد في تحسين التحكم الذاتي مما يجعل الشهوه استثناء في حياتك بدلا من ان تكون السيطره الاساسيه على تفكيرك وسلوكك.
من البديهى ان التوتر والاستسلام للشهوه يمكن ان يرتبط بشكل مباشر بالحالات السلبيه التي تمر بها مثل الخلافات العائليه او الفشل في الامتحانات ، في هذه اللحظات يكون المخ اكثر عرضه للإغراء لان الشخص يبحث عن مكافاه سريعه لتخفيف التوتر النفسي.
لا تجلس وحيدا
حارب الجلوس وحيدا في البيت بدون فعل أي شيء واملا أوقات فراغك بأنشطة مفيده تمنع تسرب الخيالات الجنسيه من جديد الى عقلك أيضا قم بالتركيز على تقليل التوتر من خلال الانشطه الايجابيه ولا تنسى ان اول شيء يجب الاهتمام به هو الصلاه لأنها تغدي الروح وتقوي الايمان وتنهى عن الفحشاء والمنكر.
كذلك يجب مليء الفراغ بممارسه الرياضه والقراءه والعديد من الانشطه التي تساعد في التحكم في الاستجابه لهذه الاغراءات فهناك مخزون هرموني من التستوستيرون لدى الرجال يسبب شهوه كافيه لحرق غابات الامازون ولكنه فقط وقود قابل للاشتعال وكل ما يحتاجه هو شراره صغيره لينفجر.
غض البصر
هذه الشراره هي النظر فالنظر مفتاح كل شيء فمن خلاله تبدا بالتفكير والتخيل ثم بتطور ذلك الى أراده ليتحول الى فعل فلم يأمرنا الله عبثا بغض البصر لذا ينصح بالتحكم في النظر كوسيله للحفاظ على توجه الأفكار والتركيز والابتعاد عن الوقوع في الشهوه فقوه الاراده لا تبنى بسرعه بل هي مثل العضلات تحتاج الى الوقت والجهد والصبر لتعزيزها.
من الوسائل الفعاله لتعزيز قوه الاراده في لحظه الشهوه هو التنفس العميق والبطيء ابطاء التنفس يساعد في تنشيط الفص الجبهي وتقليل التوتر مما يزيد من السيطره على الذات .فالأبحاث تؤكد ان ممارسه هذا التنفس بشكل منتظم يحسن من القدره على التعامل مع التوتر ويرفع احتياطي الاراده مما يقلل من حاله الاشتهاء والاكتئاب.
10 دقائق
في لحظات الشهوة القويه يمكن للشخص ان يشعر بانه لا يستطيع التراجع ولكن الحقيقه هي ان لديك مخزون أراده يمكنك الاعتماد عليه حتى في اصعب اللحظات وكما ذكرنا فإن الأبحاث تظهر ان تأخير الاستجابه للشهوه لمده عشر دقائق يمكن ان يساعد بشكل كبير في تقليل الرغبه الشديده مما يضعف الاغراء الفوري.
استخدام هذه الدقائق للتفكير بشكل عقلاني يمكن ان يساعدك على تجاوز تلك اللحظه ،هذا التدريب يساهم في تقويه ارادتك ويجعل مقاومه الشهوه اسهل بمرور الوقت ،الفص الجبهي في المخ يتحكم في جوانب الاراده الثلاثه: انا سوف ، انا لن ن وانا اريد.
الجانب الايسر العلوي مسؤول عن قوه انا سوف التي تساعدك على البدء او مواصله المهام الصعبه ،الجانب الأيمن يتحكم في قوه انا لن التي تمنعك من اتباع الشهوات اما المنطقه الثالثه انا اريد فهي تتابع اهدافك وطموحاتك .معرفه هذه الأجزاء وتوظيفها يمكن ان يعزز قدرتك على كبح الشهوات والتحكم في تصرفاتك بوعي اكبر.
التنبؤ
الأبحاث تشير الى ان التنبؤ بمكان وزمان حدوث الشهوات يمكن ان يزيد من قدره الفرد على التحكم فيها واتخاذ قرارات صحيه اكثر لذلك حاول ان تتجنب الخلوات والجلوس وحيدا مع نفسك فالإدمان على الاباحيه له تأثيرات قويه تتسلل الى حياتك العاطفيه والشخصيه حيث يمكن ان يقلل من قدرتك على الاستمتاع بعلاقات حميميه صحيه ويضعف الروابط العاطفيه مع شريك حياتك.
هذا التأثير يمتد خاصه الى الشباب مما يؤدي الى الشعور بالفتور وتقليل الرغبه في الزواج مع تأثير سلبي يمكن ان يؤدي الى ضعف الأداء الجنسي وتقليل الاستعداد للالتزام بالعلاقات العاطفيه طويله الأمد .
الخاتمة
القرار أيها الشباب يعود اليكم اما ان تختاروا طريق الإسلام حيث تتجلى السعاده في الحلال والبركه وراحه النفس والبال،ام ان تفضل الانجراف نحو حياه الشهوات والذنوب وعالم الظلام والمرض فالاختيار لك وتحديد مصيرك بين يديك فتأمل وتوكل على الله واختر الحياه التي تسعدك في الدنيا والاخره.
العيب ليس في ان تسقط فأنها طبيعه البشر وكل ابن ادم خطاء ولكن العيب ان تحاول النهوض وترضى بالبقاء في مستنقع الرذيلة فالكل معرض للسقوط ولكن خير الخطائين التوابين ، أصدقائي المتابعين أتمنى ان يروق لكم هذا الموضوع وان تستفيدوا من العبر والسلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته.