random
أخبار ساخنة

نقد كتاب لغات الحب الخمس لجاري تشامبان

الصفحة الرئيسية
كتاب لغات الحب الخمس لجاري تشامبان، هو كتاب بيعت منه نسخ بالملايين. حيث قام تشامبان بالعمل لمدة 30 سنة كاستشاري علاقات زوجية، وتوصل بعد تأمل في طرق التعبير عن الحب، أنها ترجع إلى خمس لغات أساسية، وتحت كل لغة لهجات مختلفة.


منصة نجوى التعليمية لطلاب الثانوية العامة


أولا دعونا نتفق بفطرية حاجة الإنسان للحب، سواء في بذله أو في تلقيه، لكن اللغة التي نعبر فيها عن هذا الحب أو نفهمه من خلالها مختلفة، وهنا تكمن المشكلة أننا أحيانا نتحدث بلغتين مختلفتين في الحب. من الأمثلة على ذلك، وهي في اعتقادي أكثرها وقوعا في العلاقات الزوجية، 

أن لغة الحب عند الرجل قد تكون في قيامه بمهامه، فهو يرى أنه إذا داوم في عمله دفع فواتير المنزل إشارة المنزل، ثمن السيارة، جميع مصاريف المنزل، أنه قد بذل الحب، أو استحق بذلك الحب، وبالتالي فلا يجد أي مبرر للتبرم من جهة الزوجة مثلا، بينما قد لا تكون هذه هي لغة الحب، عندها، إنما اللغة التي تفهم من خلالها الحب. وتتلقاه، هى في أن يجلس معها، وأن يخصص وقتا يقضيانه معا، فبسبب الاختلاف في لغة الحب، تنشأ الخلافات أحيانا،

لغات الحب الخمس

 فالمؤلف سيستعرض خمس لغات أساسية للحب، ومن خلال التعرف على هذه اللغات الخمس، ستأتي مهمتك في كشف لغتك الخاصة في الحب أولا، ثم كشف لغة الحب الخاصة عند شريكك، حتى تتحدث إليه بلغته هو لا بلغتك أنت،

 اللغة الأولى كلمات التشجيع والثناء

 وقد تكون بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، كأن تمدحه أمام أهله وأقاربه وأصدقائه. وتكرر ذلك أمام كل إيجابية تجدها، سواء في شكله أو مظهره أو طعامه أو أي عمل قام به. ولن يعدم أي طرف من إيجابية يمكن أن يمتدح عليها، لكن المشكلة في ظنه هي في عدم الاعتياد على ذلك، وهنا تكمن أهمية البدايات.

 في اعتقادي أن بداية أي علاقة هي ما تشكل حدود هذه العلاقة، وترسم قوانينها الغير مكتوبة. وهذه نصيحتي للمقبلين على الزواج. اكسروا الحواجز في البدايات، هناك من الأزواج من لا يستحون فقط من الثناء على بعضهم، بل يستحون حتى من مخاطبة بعضهم بأسمائهم، والسبب أنهم لم يكسروا هذا الحاجز في البدايات، فصار بينهم كقانون عرفي، وهذا الكلام لا ينطبق فقط على كلمات التشجيع، بل على كل الطرق التي سنستعرضها. 

اللغة الثانية تكريس الوقت

 بأن تخصص وقتا تكون فيه قريبا من شريكك، ولا يتحقق هذا القرب بمجرد  قرب الجسد، في حين بالك مشغول بهاتفك، أو بمشاهدة التلفاز، أو بأي شيء آخر، إنما يجب أن يكون قربا حقيقيا بجسدك وقلبك وأحاديثك. 

اللغة الثالثة تبادل الهدايا

 وأظنها لغات، كثير منا، وكما ذكر المؤلف الهدية ليست بقيمتها المادية، إنما بقيمتها المعنوية، وبرسالة الحب التي تحملها. وينصح المؤلف بأن تدون الأشياء التي سمعتها من شريكك يتمنى لو حصل عليها حتى تبذلها له، سواء بمناسبة أو غير مناسبة.

 اللغة الرابعة أعمال خدمية

هناك من يفهم الحب من خلال قيام كل طرف بأعماله المتعارف عليها. فإذا قصر فيها، فهم من ذلك تقصيرا في الحب.

 اللغة الخامسة الاتصال البدني

  الاتصال البدني بكل أشكاله ودرجاته ومقدماته، ودون أن يكون بالضرورة سابقة لعلاقة حميمية، كأن تقوم باحتضان زوجتك قبل خروجك للعمل مثلا أو عند القدوم من العمل أو تكون جالسا بالقرب منها وتمسك بيدها.

اللغة الامثل للحب

 طبعا، المؤلف يرى أن لكل واحد منا لغته الخاصة بالحب، من بين هذه اللغات. خمس، وهو يدعو إلى أن تكتشف لغتك الخاصة بالحب، وأن تكتشف لغة شريكك الخاصة بالحب، حتى تبذلها له. لكن في اعتقادي أننا نحتاج إلى جميع هذه اللغات الخمس، وحتى لو كنا نميل إلى لغة على أخرى، فإن الاقتصار عليها وحدها دون غيرها، سيفقدها قيمتها.

مايميز الكتاب

 بالنسبة لكل الكلام السابق مكرر، وموجود في كثير من الكتب، وكان يمكن اختصاره في صفحات قليلة. لكن المؤلف يحرص مع كل لغة أن يذكر قصة حدثت له من خلال الذين يستشيرونه في علاقات زوجية فاشلة، ثم باكتشاف لغة الحب الخاصة عندهم، تحولت هذه العلاقة من علاقة فاشلة إلى علاقة ناجحة تماما.

 مع أني لا أؤمن بأن الأمور تحل بمجرد اكتشاف لغة من هذه اللغات الخمس وبذلها. لكن أجمل فصل أعجبني في هذا الكتاب لم يكون الفصول التي تتحدث عن هذه اللغات الخمس، إنما فصل آخر، هو الفصل الثالث كان هذا الفصل يتحدث عن تجربة الوقوع في الحب.

الوقوع في الحب

 والمؤلف يحذرنا من أننا يجب أن نفرق بين تجربة الوقوع في الحب وبين الحب نفسه، وأنه من الخطأ اتخاذ قرارات بيان على هذه التجربة، لأن التجربة الوقوع في الحب مؤقتة. مشاعرها مفرطة، غياب العقل والعمى فيها كبير، وحلل إيرك فروم هذه الحالة في كتاب فن الحبل.

وفي دراسة استعرضها المؤلف، إن متوسط عمر الهوس الرومانسي سنتين، بعدها ستهبط إلى عالم الزواج الحقيقي. والمشكلة أن غالب الأفلام والروايات تقف عند هذه المرحلة من الوهم، وتصورها لك كمرحلة يمكن أن تعاش إلى الأبد، نعني بتجربة الوقوع في الحب، الحب في حالاته الأولى، حينما تبدأ باكتشاف الآخر، وتشعر بحميمية الحب معه.

وعمل العقل على ملاحظة الآخر بنائه على هذه الحالة قد يكون أخطر من بنائه على عدم معرفة بالآخر، لأن هذه إذا كانت جهل، فإن الحالة الأولى، وهم والوهم، أخطر من الجهل ففي الجهل أن تعرف إنك داخل على جهل، بينما في الوهم أن تتوهم، إنك داخل على علم، بينما أنت جاهل بحقيقة الآخر.

الخاتمه

 عموما عندي تعقيب أطول حول هذا الموضوع، لكن حتى لا تخرج المراجعه عن أهدافها، سأكتفي بما قلته، ممكن نخصص مقالة للحديث عن هذا الموضوع لاحقا. على أية حال، الكتاب يقع في 190 صفحة تقريبا، وكتاب لطيف انصح كل المقبلين على الزواج بقراءته.
google-playkhamsatmostaqltradent