random
أخبار ساخنة

نقد رواية انقطاعات الموت خوزيه ساراماغو

الصفحة الرئيسية
في اليوم التالي، لم يمت أحد، هكذا، استفتح الروائي البرتغالي الحائز على جائزة نوبل للآداب خوزيه سراماغو، روايته انقطاعات الموت ليصور حدثا فنتازيا، لكن الفنتازيا التي تكشف عالم الواقع بصورة كما لم نراها من قبل.



انقطاعات الموت



في دولة ما، وفي زمن ما أضرب فيها الموت عن عمله، ليتحقق حلم البشرية بالخلود. كيف سيصبح العالم بلا موت؟ كيف سيتعامل البشر مع هذه الكارثة والنكبة الجماعية؟ أظن من المضحك أن نطلق على انقطاع الموت كارثة، وهي الكلمة التي ارتبطت بوقوع الموت.

الحكومة أصبحت تواجه أزمة المعاشات التقاعدية، مؤسسات تجهيز الموتى ودفنهم أصبحت تواجه خطر الإفلاس، لأن الموت لم يعد يزودهم ببضائعه، شركات التأمين التي لم يعد لتأمينها على الحياة، أي معنى.

تكدس المستشفيات، ودور المسنين، المؤسسات الدينية والكنيسة التي أصبحت هي الأخرى تواجه خطرا، لأن فكرة البعث لن يكون لها وجود دون الموت والأديان لا مسوغ لوجودها، وهي التي تعد بحياة أخرى بعد الممات، يجازى فيها الإنسان بعمله في الدنيا، إن لم يقع الموت.

ماذا ستفعل تلك السيدة المترملة التي بكت فقد زوجها، وكانت ترى في الموت الطريق الذي سيجمعها به وهي تعلم انها لن تموت الآن، كان انقطاع الموت بمثابة حاجز يفصل بين الأحياء والأموات، يسجن كل في عالمه إلى الأبد، ولا يمكن للأحياء أن يلتقوا بمن فقدوهم.

موت جماعي

وبعد سبعة شهور يقرر الموت معاودة عمله في ساعة محددة، لكنه يقرر أيضا أن يكتب على كل من كان مقررا عليه أن يموت فترة انقطاع الموت بأن يموتوا في تلك الساعة، فمات في لحظة واحدة أكثر من 62,000، فعاشت الدولة في استنفار كامل.

رسالة قبل الموت

واختار الموت طريقة جديدة، وذلك بأن يبعث برسالة إلى الذين كتب عليهم أن يموتوا قبل موتهم بسبعة أيام، حتى يتجهزوا له، ومن خلال هذه الطريقة الجديدة للموت، يحاول سراماجو أن يجيب عن السؤال الذي ربما يتساءل فيه البعض هل سيكون من الأفضل لنا لو علمنا في وقت وفاتنا قبل أن نموت؟

شخصية الموت

ثم سيجسد سرماجو الموت في سورة امرأة، لينظر للأشياء من وجهة نظر الموت، وسبب تجسيد ساراماجو الموت في صورة امرأة، أن كلمة موت في لغة المؤلف مؤنثة، وكذلك في التقاليد الشعبية يقدم الموت على هيئة هيكل عظمي لامرأة، وفي جميع صفحات الرواية البالغة أكثر من مائتان صفحة، لن يذكر أي اسم لأي شخصية سوى هذه الشخصية التي كان اسمها موت.

الخلود المدمر

 صحيح، أن الرواية تذكر الجانب السيء للخلود، إلا أن هذا الخلود الذي تصوره الرواية ليس هو الخلود الذي كانت تحلم به الإنسانية، فخلود سارماجو هوخلود يضمن بقاء هيكل الانسان حيا، في حين يكون معرض لضربات الزمن لذلك هو يهرم يتعرض لكامل الأمراض، إلا أنه لا يموت.

ولأجل هذا، كان من الجوانب السيئة لهذا الخلود، تكدس المستشفيات، ودور المسنين والمتقاعدين الذين ستنفد خزينة الدولة بسبب رواتب معاشاتهم، في حين لا يضيف للدولة أي شيء، والخلود بهذه الصورة هو جحيم، خصوصا حينما يصل المرء للعجز الجسدي، ويكون كما قال ساراماجو، حيا وميتا في الوقت نفسه.

اقتباس


دون الموت لا يوجد مستقبل


اخبار شخص بموعد موته هو اسوأ الاخبار

الموتى صاروا يرغبون فى الموت

الخلاصة

في الحقيقة، هذا الخلود ليس محصنا ضد الموت تماما فالطفولة ستموت عن هذا الجسد ،الشباب سيموت عن هذا الجسد، الصحة ستموت عن هذا الجسد، ولن يبقى خالدا سوى هذا الهيكل الهرم المريض.

الخلود الذي كان حلما للانسانية، هو خلود الجسد للحياة، وخلود جسد من أن يتعرض للآفات العمر فيظل خالدا بصحته وشبابه،هل سيكون الخلود بهذه الصورة؟ سيئا؟ أترك الإجابة لكم؟
google-playkhamsatmostaqltradent