اهم 7 مشاكل تواجه القراء
مشاكل القراء |
عزيزي القاريء اسمح لي ان اعرض عليك اهم مشاكل تواجه القراء وخاصة المقدمين على الاشتراك في مسابقة المشروع الوطني للقراءة وليس لهم باعا طويلا في القراءة اى انهم مبتدئين في القراءة من وقت قصير ، وسأبدأهنا من المشكلة السابعة حتى الأولى على حسب الشهرة والاهمية.
7- صعوبة الفهم
تأتى في المرتبة السابعة صعوبة الفهم، حيث يحدث أحيانا أن تمسك بكتاب وتقرأه ثم تجد بعد عدد من الصفحات أنك لم تفهم أي شيء،والسؤال هنا هل يجب أن أفهم الكتاب كاملا ؟ لا كتب كثيرة قرأتها. ما كنت أفهمها كلها، لكن هذه تتحول إلى مشكلة حينما تكون الصفحات التي لم تفهمها أكثر من التي فهمتها.
يعني أن يكون أكثر من 50% من الكتاب صعب الفهم بالنسبة لك، وهنا يجب ان تعلم أن هذا الكتاب ليس لك أو على الأقل ليس لك في الوقت الحالي، لأنك ممكن أن تفهمه مستقبلا واذكر أنى في مرحلة من عمري كانت عندي بعض الكتب لم أفهمها، ثم عدت لها بعد سنوات وتعجبت كيف لم أفهمها أول مرة، فبعض الكتب ربما لم يحن وقت قراءتها، وربما لا تستحق تلك الكتب بعد أن تحظى بعينيك.
والكتب كثيرة يعني لا تضيعوا أوقاتكم في قراءة ما لا تفهمون، لكن في نفس الوقت لا تترك قراءة أي كتاب لأنك واجهت صفحات أو بعض الفصول التي لم تفهمها ، وربما كان الكتاب الذي لا تفهم بعضه أنفع لك من الكتب التي تفهمها كلها،ومن الحلول ايضا لهذه المشكلة أن تتفقوا على قراءة هذا النوع من الكتب مع من تعرفون من أصدقائكم القراء و تستمتعون بمناقشتها، فما لم يفهمه الآخرون ربما تكون قد فهمته أنت وما لم تفهمه أنت ربما فهمه الأخرون فتستفيدون من بعضكم.
6-الفتور
تأتى في المرتبة السادسة الفتور وصعوبة العودة بعد الانقطاع عن القراءة،وقبل أن أذكر حل هذه المشكله يجب أن نعلم أن الفتور والانقطاع عن القراءة حالة طبيعية جدا،وإذا مرت بك فترة تشعر بأنك فاقد الرغبة فى القراءة فلا تقرأ، بل أشعر أحيانا أن الإنسان ينبغي أن تمرعليه فترات يبتعد فيها عن القراءة وأنا شخصيا أظل فترة منقطع عن القراءة بعد الإنتهاء من مسابقة المشروع الوطنلى للقراءة.
لكن أخطر ما في هذا الانقطاع أن الناس قد تعتاد عليه، ويواجه القارىء حينها مشكلة في العودة وأنا أنصح هنا بقاعدة ال5 دقائق قل لنفسك سأقرأ فقط لمدة 5 دقائق لا أكثر، لأنه دائما أصعب مرحلة في العمل هي البدء بها فلا تضغط على نفسك وقل ساقرأ 5 دقائق فقط وإذا بدأت ستجد أن الاستمرار صارأسهل.
الحل الثاني أن تبدأ بكتب قصيرة عند العودة وهذه أيضا نصيحتي للقراء الجدد لا تبدأ بكتاب أكثر من 200 صفحة،فشعور الإنتهاء من قراءة كتاب جميل جدا ويدفعك لقراءة كتاب ثان وثالث، لكن لو بدأت في كتاب ثقيل أو طويل سيصبح الكتاب مثل العائق لك كل ما تريد أن ترجع للقراءة تتذكر أن الكتاب طويل.جدا فتتكاسل عنه.
5- النعاس
تأتى في المرتبة الخامسة النعاس وغلبة النوم أثناء القراءة، فغالبا مايكون سلطان النوم أقوى من سلطان القراءة إلى درجة أن هناك من يستثمرون هذا الشعور أثناء القراءة ليساعدهم على النوم، ولكى تتغلب على هذه المشكلة وخاصة مع الكتب الممله التى تحتاج لقراءتها لأمر ما فى حياتك أن تقرأها بعد إستيقاظك من النوم حتى يكون النوم أبعد ما يكون اليك.
هناك حلول أخرى أيضا للتغلب على النعاس أثناء النوم مثل ألا تهىء نفسك للنوم أثناء القراءة فلا تكون داخل غرفة نومك وعلى سريرك ومتلحف بغطائك والغرفة يبردها التكييف وتقول إنى أنعس عندما أقرأ فهذا أمر طبيعى لذلك لابد أن تقرأ فى مكان أخر بعيدا عن غرفة نومك ومن الممكن أيضا أن تشرب بعض المنبهات ولكنى لا أحبذها.
4- ضيق الوقت
تأتى فى المرتبة الرابعة عدم توفر الوقت للقراءة،وفي اعتقادي أن من يواجهون هذه المشكلة هم يفترضون أن القارىء يحتاج إلى تخصيص ساعة أو ساعات كل يوم في القراءة،بينما لو قرأ الإنسان كل يوم ربع ساعة فقط أو حتى عشر دقائق والتزم.بها فستصبح النتيجة جيده ولكن عليك أن تبدأ وتستمر.
لا تقارن نفسك بالقراء المتمرسين وتقول فلان يقرأ ساعات طويلة فلابد أن أقرأمثله ،فإذا كان لا بد من المقارنة فقارن نفسك بالناس عموما،وتذكر أن غالبية الناس لا يقرأون، فإنت بمجرد قراءتك ولو عشر دقائق فقط ستجد أنك على أقل تقدير قرأت كتاب كل شهر أو شهران، وهي أفضل من الذى لم يقرأ أي كتاب.
من الحلول أيضا أن تجعل الكتاب في كل موضع، فمثلا يكون في سيارتك كتاب وفي شنطتك كتاب وتحت مخدتك كتاب واختار لكل موضع كتابا يناسبه واستغل الأوقات الضائعة كأوقات الانتظار والبريكات في الجامعة أو في العمل وأحيانا قبل النوم يعني ما المانع لو قرأت قبل نومك لعشردقائق فقط وجعلتها عادة يومية لك ما تتنازل عنها.
من الحلول أيضا الكتب الصوتية والتى ممكن أن يستمع لها الإنسان في طريقه أو أثناء ممارسته للرياضة والمشي.وإن كان البعض لا يفضل هذا الحل وخاصة من يقومون بالتدوين أثناء القراءة فيكون ذلك صعب عليهم، لكن يمكن أن يستمع القارئ للكتب الصوتية التى لا تتطلب اي تدوين كثير مثل الروايات.
3- غلاء الكتب الورقية
تأتى في المرتبة الثالثة غلاء الكتب الورقية،وهذه من المشاكل التى لا أجد أي حل لها إلا بأن يكيف الإنسان نفسه على الكتب الألكترونية وأعلم أنه خيار لا يفضله غالبية القراء، لكنه الحل الوحيد وأنا قرأت كثيرا من الكتب الإلكترونية لأني لم أستطع توفير الكتب الورقية أو شرائها وهناك من يجد فائدة فى توفر الكتاب الالكترونية على جهازه المحمول فيستطيع أن يقرأها فى أى وقت.
ومن الحلول أيضا استعارة الكتب من الأصدقاء، وكذلك استغلال المكتبات العامة وإن كانت قليلة في بلداننا للأسف، وأتمنى أن يكون هناك اهتمام بهذه المكتبات ليس شرطا أن تكون مكتبات عامة كبيرة، حتى المكتبات القصيرة جيدة، وفي إحدى البلاد وضعوا في المولات رفوف كتب وكانت مبادرة جميلة منهم للأمانة وأتمنى أن تعمم على الأسواق والمتنزهات وغيرها من الأماكن العامة.
2- الملل أثناء القراءة
وتأتى فى المرتبة الثانية الملل أثناء القراءة وما أظن أن هناك قارئ ما شعر أو يشعر أحيانا بالملل أثناء القراءة، فالكتب ليست كلها ممتعة وليست المتعة هى الدافع الوحيد للقراءة فقد يكون هناك عدة أسباب أخرى تدفعنا للقراءة كمسابقة المشروع الوطنى للقراءة مثلا وحتى لو كانت القراءة ممتعة فهي ليست أكثر متعة من مجالسة الأصدقاء والحديث معهم ومن مشاهدة الأفلام والسفر والتنزه.
فأنا مقر تماما أن القراءة ليست هي أمتع ما يمكن أن يقضي بها الإنسان وقته،ومن الحلول لهذه المشكلة في اعتقادي، هي أن لا تلزم نفسك بالقراءة الطويلة، فإذا لاحظت مثلا أن الملل يبدأ عندك عادة بعد ربع ساعة من القراءة اكتفي بهذه الربع ساعة أو حتى بعشردقائق، وفى إعتقادى أن أي عمل مهما كان مملا يمكن أن تصبر عليه عشر دقائق.
1- النسيان
يأتى في المرتبة الأولى النسيان وكما قيل أن آفة العلم النسيان لكن يا شباب وسبق أن قلتها كثيرا ليس هدف القراءة تحصيل المعلومات وحفظها فهذا يمكن أن يقوم به أي جهاز كمبيوتر أن يحفظ 1,000,000 كتاب، فغاية القراءة هي في الفكر والوعي الذي تشكله، والذي سيتمثل في رؤيتك للناس والعالم من حولك وفي أفكارك واختياراتك وقراراتك ولغتك و مفرداتك وشخصيتك.
تماما مثل تناولك لتمره فلن تعرف في أي عضو من جسدك ذهبت هذه التمرة، ولكنك تعلم يقينا أنها كانت جزء من نموك وان نسيت أنك أكلتها، مثل الكتب ستنسى حتما الكتب التي قرأتها وستنسى ربما أنك قد قرأتها أصلا فإذا كان المرء ينسى أحيانا ما كتبه هو فكيف بما كتبه الآخرين؟فلماذا لا يكون غرضنا من القراء إقامة علاقة بالكتاب نحارب بها الفراغ والوحشة.
الخاتمة
عزيزى القارىء إذا كنت قد قرأت مقالتى هذه ووصلت معى الى الخاتمة فأبشرك بأنك قارىء جيد فنصيحتى لك قبل أن تتركنى أن تقرأ، فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالقراءة فى أول سورة نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، إقرأ مالاتفهمه وسيجىء يوما تفهم مالم تكن تفهمه،إقرأ وغذى عقلك ، إقرأ حتى لو غلبك النعاس، إقرأ ولو لخمس دقائق يوميا، إقرأ حتى لو نسيت ماقرأته.