ملخص الكتاب على المدونة 1000 حرف
تدور فكرة الكتاب الأساسية حول أراء جبران فى الحياة ولكن بطابع فلسفى تأملى على لسان نبى تخيله سماه (المصطفى) فى مدينة تخيلية سماها ( اورفاليس) وفلسفة هذا النبى هى فلسفة المتصوف المؤمن بوحدة الوجود وبأن الروح تتعطش للعودة الى مصدرها وأن الحب جوهر الحياة.
وقد عبر جبران فى هذة الفلسفة عن أرائه فى الحياة من خلال معالجته للعلاقات الإنسانية التى تربط الإنسان بالإنسان عن طريق مجموعة من الأسئله يلقيها علية شعب أورفاليس قبل رحيله فيسألوه عن الحب وعن علاقة المرأة بالرجل وعن العطاء والتعامل مع النفس أيهما يحكم العقل أم العاطفة.
وعن قيمة العمل وعن الحرية وعن التعليم والدين وعن الصداقة وعن الزواج وعن الأبناء وعن الفرح والحزن وعن عمارة البيوت وعن الثياب وعن البيع والشراء وعن الجريمة والعقاب وعن القوانين والحرية وعن الألم وعن الكلام وعن الزمن وعن الخير والشر وعن الحياة والموت وعن المتعة والجمال والدين.
وياتى كل سؤال من هذه الأسئلة على شكل ( حدثنا عن) وعلى لسان متخصص فمثلا يكون السؤال عن القوانين على لسان محامىوالدين على لسان كاهن وهكذا تكون الإجابات على لسان النبى فى عبارات وجيزه وبليغة.
الأفكار الفرعية
لما حان موعد رحيل المصطفى عن المدينة بعد مكوثه فيها لمدة 12 عام إجتمع أهل المدينة حوله الأطباء وأهل الدين وأهل التجارة والبسطاء وعامة الناس وطلبوا منه ان يحدثهم حديثه الاخير كخطبة وداع ثم بدأ كل واحد يسلأه عما يهمه فهذا يسأله فى الحب والاخر فى الزواج والاخر حول الابناء وأخر يسأله فى الجريمة وأخر فى الصداقة فيجيب جبران على لسان هذا النبى بفلسفته حول هذه المواضيع .
وهى قريبة من طريقة نيتشه فى كتاب هكذا تكلم زرادشت حينما حكى فلسفته ولكن على لسان شخصية أخرى وفى هذا الكتاب عبارات وفلسفة رائعة جدا ولكنه لايخلوا أسضا من بعض المواضع التى شعرت فيها بأن الجانب الفنى او محاكاة أسلوب النبى تطغى على الفكرة نفسها ومايخلوا أيضا من بعض المثاليات التى تبعد عن الواقع، لكنه يتوى على عبارات رائعة نستعرض بعض منها على سبيل المثال.
فحينما سؤل عن الحب قال : ( إن الحب لا يعطى إلا نفسه ولا يأخذ إلا من نفسه) وقال أيضا ( حينما يومىء الحب اليكم إتبعوه حتى لو كانت طرقاته وعره وشائكة، وإذا ماطواكم بأجنحته إخضعوا له رغم أن السيف الخبىء بين براثينه قد يجرحكم).
وحينما سؤل عن الزواج قال: ( أحبوا بعضكم بعضا لكن لا تحيلوا الحب الى قيد بل أتيحوا له بالأحرى أن يكون بحرا يموج بين شطأان أرواحكم وليملأ الواحد منكم كأس الأخر لكن لا تشربوا من كأس واحدة وليعطى الأخر من خبزه لكن لا تأكلوا من نفس الرغيف) وهو هنا يدعوا بضرورة أن يحتفظ المرء بفرادته وأن الزواج لا يعنى ان يكون الزوجين شخصا واحدا.
وحينما سؤل عن العطاء دعى الى التخلق بأخلاق الطبيعة حيث يقول :( كثيرا ما تقول سأعطى لكن فقط لمن يستحق هذا مالا تقوله الأشجار فى بستانك إنها تعطى لكى يتسنى لها ان تحيا) وهو هنا يشير أن الشجرة لا تسأل من سيقطف ثمارها فهى تعطى لمجرد العطاء فهو يدعونا أن نعطى مثلما تعطى لشجرة لا نسأل عن من نعطى.
وهناك صورة رائعة جدا حينما سؤل عن الاكل والشرب ولاحظ اننا فى الأكل والشرب نتغذى على شىء ونسلب منه الحياة أو ننتقص منه شيئا لنا لذلك قال جبران فى هذة المسألة : ( ليتكم تستطيعون ان تحيوا على عبق الأرض وأن تقتاتوا مثل نبتة هوائية على النور) فهو هنا يشير الى ان النبتة تتغذى على النور.
ومعروف دور الكلورفيل وعملية التمثل الضوئى فهى حتى حينما تتغذى على النور لا تنقص منه شيئا فهو يقول ليتنا نكون مثل هذة النبتة يكفى أن نتغذى على النور دون الحاجة الى ان نقتل لنأكل ثم بعدها قال :( لكن طالما كتب عليكم أن تقتلوا لتأكلوا وأن تسلبو الرضيع من حليب أمه لترووا عطشكم) وهنا ذكر كيف يتعامل الإنسان مع هذه الضرورة مع وصفه للواقع بدقه جدا لمن رأى كيف تحلب الناقة.
وله كلام وعبارات مثيرة وجميلة حول الجريمة فهو يرى ان الجريمة ليست شذوذا عن المجتمع وأن من يتحمل الجريمة ليس المجرم وحده بل كل المجتمع بما فيهم المجنى عليهم فيقول :(لطالما سمعتكم تتحدثون عمن يرتكب جرما وكانه ليس واحدا منكم بل هو غريب عنكم ودخيل عليكم لكننى أقول أنه كما يعجز الصالحون والأبرار عن السمو عن ماهو الاسمى فى كل واحد منكم كذلك الأشرار وضعاف النفس لا يمكنهم ان ينحدروا مما هو الأدنى منكم )
ففكرته هنا أن الصالح من الناس إنما إستمد صلاحه من الناس ولا يمكن أن يكون أصلح منهم وكذلك الفاسد من الناس إنما إستمد فساده من الناس ولا يمكن أن يكون بأفسد منهم ، وهكذا يسير الكتاب على هذه الطريقة فهناك عبارات أكثر من رائعة يعبر بها جبران عن فلسفته فى الحياة ولكنه كما لا يخلوا أيضا من بعض المثاليات البعيدة عن الواقع.
الدروس المستفادة وربطها بالواقع
1- إستفدت كثيرا من كلامه عن العلاقة الزوجية وطريقة التعامل معها وكيف نستطيع التوحد بيننا دون ان نقيد بعضنا بعضا.
2- إستفدت فى حديثه عن العطاء وتغيرت نظرتى له وأصبحت اعطى من اجل العطاء ومن أجل أن أشعر ان عطائى هو الحياة.
3- إستفدت من كلامه عن الأبناء وكيف اننا لا ينبغى أن نطلب منهم ان يكونوا مثلنا أو صورة منا فهم لهم حياتهم المستقلة.
4- إستفدت من كلامه عن الفرح والحزن فنحن نعتقد ان الفرح مطلق والحزن مطلق بينما قد تكون نفس الأشخاص التى تسبب لنا الحزن تكون هى نفسها مصدر السعادة والفرح.
5- إستفدت من كلامه عن العمل فحينما يخلص الإنسان فى عمله بحب فعلا ستكون النتيجة رائعة وسيشعر بها الأخرون.
نقد الكتاب
من خلال قرائتى لهذا الكتاب وجدت فيه بعض المميزات وبعض العيوب فمن ضمن مميزات الكتاب لغة الكاتب الادبية والصور الجمالية التى إستخدمها للتعبير عن أرائة وفلسفته فى الحياة وترجمة الكتاب الجميلة للدكتور ثروت أباظة ، كما أننا أيضا نستطيع قراءة الكتاب من أى موضع دون التقيد بالتسلسل وقد وفق الكاتب فى إختيار العنوان.
أما السلبيات التى وقفت عليها فى هذا الكتاب فهى ليست كثيرة وهى تتلخص فى المثالية الشديدة فى بعض المواضيع مثل الاكل والشرب حيث يريد منا الانقتات او نأكل دون قتل الحيوانات التى حلل الله قتلها ليأكل الإنسان كما لاتخلوا بعض الفقرات من بعض السرد الممل الذى كان يستطيع أن يوجزه فى عبارات اقل من ذلك.