معلومات الكتاب
نبذه عن المؤلف
هذا الكتاب يعتبر خلاصة بحث إستمر أكثر من عشرين عاما لأستاذ الطب النفسى فى جامعة هارفارد سابقا وأستاذ علوم الأعصاب والفسيولوجيا فى جامعة بيرتلى حاليا يتحدث فيه عن النوم ولماذا يجب أن ننام ثمانية ساعات كل يوم وأستعرض فيه الموضوع من عدة جوانب وهو أول كتاب يصدر له وتمت طباعة أول نسخة فى 2017.
الهدف من قراءة الكتاب
أسئلة كثيرة كانت تدور فى رأسى حول النوم أجاب عنها المؤلف فى هذا الكتاب مثلا: هل نحن الكائنات الوحيدة التى تنام؟ هل تحلم الحيوانات؟ ماذا سيحدث لو إكتفينا فقط بستة أو أربع ساعات كل يوم فى النوم؟ ماذا سيحدث لو إنقطعنا عن النوم تماما ؟ ماهى فائدة الأحلام؟ ولقد فسر المؤلف ظواهر كثيرة تحدث معنا عند النوم مثلا إذا نام أحد فى مكان غير الذى إعتاد علية فلماذا لا ينام أول ليلة بشكل جيد؟ثم يعتدل نومه بعدها ومواضيع كثيرة أخرى سنتحدث عن بعض منها فى هذا المقال.
ملخص 1000 حرف
قسم المؤلف ماثيو ووكر الكتاب بطريقة مميزة ورائعة الى أربعة أجزاء بحيث يسمح للقارىء قراءة أى جزء من الأجزاء دون ترتيب على حسب أهميته له، ففى الجزء الأول من الكتاب يتحدث عن معنى النوم وكيفية توليده فى الدماغ وإختلاف نوم المراهقين وطوله عن نوم البالغين ، وتأثير الكافيين على جودة النوم وعن الإيقاع الداخلى للنوم وضغط النوم (الميلاتونين والأدينوزين)اللذان يدفعان الإنسان الى النوم وعن إختلاف النوم عند السفر وفى مراحل العمر المختلفة.
وفى الجزء الثانى يتحدث عن أهمية النوم وأثره على الصحة الجسدية والعقلية وما يسببه قلة النوم من أمراض خطيرة مثل السرطان، وفى الجزء الثالث يتحدث عن الأحلام لماذا وكيف نحلم وعن دور الأحلام وتأيرها الهائل فى عملية الإبداع والتنفيس عن الألم ،ويتحدث أيضا عن تأثير الأدوية المنومة وطرق علاج الأرق بطريقة أمنه.
وفى الجزء الرابع يتحدث عن المعوقات التكنولوجية المعاصرة كالإضاءة التى تؤثر فى جودة النوم وكيف يمكن التكيف معها وتطويعها لتساعدنا على النوم الجيد ،ويختم الكاتب بأثنى عشر نصيحة للحصول على نوم جيد وصحى نستطيع تطبيقها على أنفسنا.
هل كل الكائنات تنام؟
نعرف منذ مئات السنين وظائف الدوافع الأساسية فى الحياة من أكل وشرب وتكاثر، لكن النوم ظل لألاف السنين مستعصيا على العلم وظل الاطباء والعلماء حتى وقت قليل عاجزين عن تقديم إجابة كاملة ومنطقية عن لماذا ننام؟ مع أننا لسنا وحدنا من ننام فكل نوع حيوانى خضع للدراسة من غير إسثناء ينام أو يمر بأوقات من الهمود تشبه النوم .
بما فى ذلك الحشرات كالذباب والنحل وكذلك البرمائيات والأسماك الصغيرة والكبيرة حتى أسماك القرش الذى ساد إعتقاد فى الماضى إنها لا تنام لأنها لا تغمض أعينها ولكن إكتشفنا حديثا أنها أيضا تمر بمراحل من السلبية أو الهمود تشبه النوم وأنها لا تغمض أعينها لأنها لا تمتلك أجفانا أصلا، فكل الأجناس الحيوانية تنام أو تمر بأوقات تشبه النوم.
كيفية النوم
حتى نفهم الفرق بين نومنا ونوم الكائنات الأخرى نحتاج أن نعرف أولا كيف ننام نحن، وما الذى يدفعنا للنوم، وما هو النوم أصلا؟ خصص المؤلف الجزء الأول من الكتاب للإجابة عن هذا السؤال ، وقد يكون أهم إكتشاف فى مجال أبحاث النوم حدث سنة 1952 فى جامعة شيكاجو على يد إثنين من العلماء قامو بتوثيق أنماط حركة العين لدى الأطفال الرضع فى الليل والنهار.
فلاحظوا أن هنالك فترات من النوم تتحرك فيها العين حركة سريعة من جانب لأخر وفترات أخرى تهدأ فيها العين تماما،وأن هذا النمط يتكرر على نحو منتظم ومن خلال هذة التجربة توصلوا الى إكتشاف مهم فى مجال النوم أن الإنسان لا ينام فحسب بل أننا نعيش نوعين ومرحلتين مختلفتين من النوم.
مراحل النوم
مرحلة حركة العين السريعة ،ومرحلة إنعدام حركة العين السريعة، وإكتشفوا أن مرحلة حركة العين السريعة هى التى تجرى فيها الأحلام التى نعرفها والتى تسمى أيضا بنوم الأحلام بينما المرحلة الأخرى التى تستقر فيها العين أو مرحلة إنعدام حركة العين السريعة تسمى بالنوم العميق وهذه المرحلة أيضا تمر بعدة مراحل ودرجات ولكن سنكتفى فى هذا المقال بالتركيز على النوعين الرئيسين وهما مرحلة نوم الأحلام ( حركة العين السريعة) والنوم العميق ( إنعدام حركة العين السريعة).
تتعاقب هاتان المرحلتان فكل مرحلة تستمر نحو 90 دقيقة ثم تأتى الأخرى، لكن النوم العميق يهيمن على الجزء الاول من الليل ومرحلة الاحلام تهيمن على الجزء الجزء الأخير من الليل ولكل مرحلة وظيفة مختلفة عن الأخرى فشكل الموجات الكهربائية للدماغ فى مرحلة النوم العميق يختلف عن شكل الموجات الكهربائية للدماغ فى مرحلة نوم الأحلام.
لكن المثير للإهتمام انهم عندما قارنوا بين الموجات الكهربائية للدماغ وقت اليقظة ووقت نوم الأحلام وجدوا أنهم متشابهين الى حد كبير على خلاف شكل الموجات الدماغية فى حالة إنعدام حركة العين السريعة أو النوم العميق،وهنا من الممكن أن نفهم لماذا تكون شكل الموجات الدماغية عشوائية أثناء اليقظة لأن الدماغ يقوم بأنواع مختلفة من المعلومات فى لحظات مختلفة وبطرق مختلفة.
فأنت حينما تقرأ هذا المقال الأن فهناك إشارات يعالجها دماغك وعندما تجتمع هذة الإشارات كلها معا يخرج هذا الشكل المضطرب الذى نراه فى هذا الرسم ،لكن لماذا نرى هذا الشكل العشوائى حتى حينما ننام فى نوم الأحلام ؟ لأن الدماغ هنا فى هذة المرحلة يجرى أيضا عمليات ذهنية ويعالج المعلومات التى تأتى من الداخل كالعواطف والإنفعالات والدوافع والذكريات.
بل أن بعض أجزاء الدماغ يشتد نشاطه أكثر مما كان عليه فى فترة اليقظة ، ولذلك يسمى هذا النوم أحيانا بالنوم المتناقض لأن الدماغ عند قرائته يبدو مستيقظا ولكن الجسد يبدو نائما ، وفى الواقع لايبدو نائما فحسب لكنه يمر بحالة من الشلل أشد حتى من مرحلة النوم العميق لأن الدماغ يرسل إشارة تعطيل قوية تكف بعض العضلات عن الإستجابة لأية أوامر صادرة عن الدماغ .
وتسمى هذ الحالة atonia، والعقل يفرض هذا الحظر خلال نوم حركة العين السريعة أو نوم الأحلام حتى يمنع الناس من التصرف إنطلاقا مما نعيشه فى الحلم فتخيلوا معى ماهى حجم الكوارث التى قد تحدث لنا لوأننا قمنا بالحركات التى نراها فى أحلامنا 😂😂
الخاتمة
من الظلم أن نجمع فوائد هذا الكتاب الدسم بالمعلومات فى مقالة واحدة لذا أفضل أن يكون هناك جزء أخر لهذه المراجعة حتى لا يصاب القارىء بالملل ويستطيع الإستفادة القصوى من المراجعة ، وإذا أعجبتكم المقالة أرجوا مشاركتها مع الأخرين وخاصة المشاركين فى مسابقة المشروع الوطنى للقراءة ....أنتظرونى فى الجزء الثانى ولا تنسونا بالدعاء.