بعد أن استعرضنا في الجزء الأول من مراجعة كتاب المغالطات المنطقية ،سوف نكمل في هذه المقالة باقي المغالطات المنطقية التي تعرض لها الكاتب والمؤلف الدكتور عادل مصطفى للاطلاع على الجزء الأول من مراجعه هذا الكتاب في آخر المقالة.
المغالطة السابعة: استدرار العطف
وتظهر في هذه العبارة ( لابد ان الحل الذي توصلت له لهذه المسالة الرياضية هو حل صحيح، وذلك لأني توصلت له بعد عناء طويل وسهر ليالي انقطعت فيها عن النوم والطعام) تكمن المغالطة هنا في ان العطف وهو كما يقول المؤلف شعور نبيل لكن لكنه هنا حل مكان الحجه.
المغالطة الثامنة : الالفاظ المشحونة او الملقمة
وتظهر في هذه العبارة ( يدعي السيد فلان ان التصدير سوف يؤدي الى ارتفاع الأسعار) او هذه العبارة( كل الإجراءات المتبعة لا تصب في مصلحه المواطن) ، هناك كلمات تحمل اكثر من دلاله مباشره وضميه فاستطيع ان اصفك بانك شخص صارم او عنيد ولكن هذا الإيحاء التي تحمله مفرده صارم غير التي تحمله مفرده عنيد بالطبع .
ولذلك نجد في العبارة الأولى كلمه يدعي تحمل دلاله تشكيكيه وكذلك في العبارة الثانية كل عاقل فيها اتهام بالنقيض لمن يرى العكس وفيها أيضا مصادره على المطلوب، وأكثر مؤلف اعرفه يقع في هذه المشكلة هو (علي الوردي) وخصوصا في كتابه( مهزلة العقل البشري) حينما يقول اهدي هذا الكتاب للقراء الذين يفهمون ما يقرؤون.
المغالطة التاسعة : السؤال المشحون او المركب
وتظهر في هذا السؤال( هل توقفت عن ضرب امك؟) فسواء اجابته بنعم او لا فقد اثبت على نفسك تهمه ضرب امك ، و تظهر أيضا في السؤال التالي ( متى أقلعت عن تعاطي المخدرات؟)، وسميت هذه المغالطة بالسؤال المركب لأنه بالفعل مركب من ثلاثة أسئلة :هل كنت تتعاطى المخدرات في ما مضى؟ هل توقفت عن تعاطيها ؟ متى كان ذلك ؟ ولذلك ينبغي علينا أن لا نسلم بالأسئلة بل يجب تحليل السؤال قبل الإجابة عليه.المغالطة العاشرة : الاحراج الزائف
وتظهر في هذه العبارة ( اما ان توافق على خفض الضرائب واما ان تكون راضيا عن الخراب العاجل الذي سيحيق بهذا البلد) وهنا يضعك بين احتمالين بينما في المسالة احتمالات اكثر وهذه الطريقة في المحاجة صحيحه لو كانت المسالة فيها احتمالين فقط.المغالطة الحاديه عشر: رجل القش
وهنا يأخذ الشخص اضعف حجه عند الشخص الاخر و يفندها وكانه هي حجته الوحيدة او يشوه أحيانا حجته ويعرضها بغير شكلها الحقيقي او ينسب له حجه هو لا يعترف بها أصلا ثم ينتقدها ويوهم الاخرين بان فكرته كلها قائمه على هذه الحجه المشوهة.المغالطة الثانية عشر: السبب الزائف
وهى التي تأتي بسبب خلط العقل بين المعيه والسببية فيجعل مجرد الارتباط بين حدثين دليلا على ان احدهما سبب للأخر مع ان ارتباطهم قد يكون مصادفة او قد يكون لسبب ثالث وراء كلا الحدثين، فمثلا لو لاحظ احدهم ان قبل اندلاع الحروب يتزايد معدل التسليح لدى الأطراف المتصارعة.المغالطة الثالثة عشر: الاحتكام الى السلطة
وهنا ليس المقصود فقط بالسلطة السياسية بل يدخل فيها نجوم الشاشات أيضا فيصدق الناس فكرة ما لأن المشهور الفلاني قالها مع ان الفكرة قد لا تكون من اختصاصه كلاعب كرة قدم يروج لمنتج مثل الشامبو فهنا لا يوجد علاقة منطقية بينهما ، فالاعتقاد بصدق قضية أو فكرة لا سند لها إلا سلطة قائلها قد تدخل ضمن المغالطات المنطقية أيضا.المغالطة الرابعة عشر: انحياز التقييد
البشر بطبيعتهم يميلون الى تأييد الفرضيات بدلا من تفنيدها فنبحث عن امثله موجبه للفرضية مع ان الدليل المفند اكثر دلاله مثال لذلك سياسي يرى ان الغاء الضرائب المحلية سوف يؤدي الى انخفاض معدلات الجريمة فطلب من الباحثين جمع امثله لحالات انخفضت معدلات الجرائم فيها بعد الغاء الضرائب فوجدوا مائة حاله بينما ربما أتوا له بمائتي حاله ارتفعت فيه الجرائم .المغالطة الخامسة عشر: الاحتكام الى الجهل
وهنا يقوم الجهل كبينه لأثبات الحجه كمثال جحا حينما سأل أحدهم عن عدد شعرات راسه فقال أنها 25730 شعره فقال له كيف عرفت ذلك؟ فقال ان كنت لا تصدقني فقم انت وعدها، وحينما يكون الاحتكام الى الجهل بعد بحث وتقصي لا يعتبر مغالطة فمثلا لو حاول احدهم ان يكتشف الاثار الجانبية لعلاج ما وقام بعد التجارب فلم يكتشف ضرر فقال ان هذا الدواء خالي من الاعراض الجانبية.الدروس المستفادة وربطها بالواقع
- معرفه المغالطات التي نقع فيها خلال احاديثنا مع الاخرين .
- معرفه الصادق من الكاذب في الحوار بين شخصين في موضع جدال.
- تجنب اهدار الوقت في مناقشات غير منطقيه لا تفيد بشيء.