random
أخبار ساخنة

نقد كتاب المغالطات المنطقية للمشروع الوطني للقراءة

الصفحة الرئيسية
سنتناول  في هذه المقالة مراجعة لكتاب جديد للمشاركين في مسابقة المشروع الوطني للقراءة وهو كتاب المغالطات المنطقية للدكتور/ عادل مصطفى مع ذكر أمثلة توضيحية لفهم وتفنيد هذه المغالطات التي تظهر في حياتنا اليومية حتى نستطيع الوقوف عليها وكشفها أثناء حواراتنا وأحاديثنا مع الأخرين. لمطالعة كل المراجعات  في آخر المقالة.


نقد كتاب المغالطات المنطقية


اسم الكتاب/ المغالطات المنطقية.
المؤلف/ دكتور عادل مصطفى.
دار النشر/ المجلس الأعلى للثقافة.
عدد الصفحات/ 274
الطبعة/ 2007
التصنيف/ علم نفس وفلسفه.

نبذه عن المؤلف

الدكتور عادل مصطفى وهو طبيب نفسي مصري وأيضا كاتب وفيلسوف معاصر، يتركز اهتمامه الفكري على الفلسفة وقدم الكثير للمكتبة العربية بما يقارب  حوالي 30 كتابا في فروع مختلفة من العلم ما بين التأليف والترجمة ومنها كتاب اليوم المغالطات المنطقية.

ولد في مدينه القاهرة في شهر نوفمبر من عام 1951 وحصل على درجه البكالوريوس في الطب والجراحة من كليه الطب جامعه القاهرة في شهر يونيو 1975 ،وعلى درجه الليسانس من قسم الفلسفة بكليه الآداب جامعه القاهرة في شهر مايو 1979.

ملخص الكتاب  (1000) حرف

يعد هذا الكتاب دليلا أساسيا للمغالطات التي يرتكبها البعض  خلال المناقشات  في حياتنا اليومية وخاصه التي تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي وهو لا يعلمنا طريقه التفكير النقدي بشكل مباشر ولكن يضع أيدينا على المغالطات المنطقية التي توجد اثناء احاديثنا.

 وتلك المغالطات هي عباره عن أنماط شائعه من الحجج الباطلة التي تتخذ مظهر الحج الصحيحة، ويوضح الكاتب هنا مفهوم المنطق غير الصوري بانه يعني استخدام المنطق في التعرف على الحج وتحليلها وتفنيدها ويوضح لنا أيضا وذلك بطريقه وأسلوب سلس خلال ثلاثين فصل يعرض من خلالهم 30 مغالطه يقع فيها بعض الناس مع شرح وافى من خلال الأمثلة التوضيحية.

ومن هذه المغالطات التي وردت في الكتاب على سبيل المثال لا الحصر مغالطه" المصادرة على المطلوب" وهي ان تفترض  صحه القضية التي تريد البرهان عليها وتضعها في احدى مقدمات الاستدلال جاعلا تلك النتيجة مقدمه والمشكلة حلا والدعوة دليلا، وكذلك أيضا مغالطه "المنشأ" وهي ان ترفض مساله او اتقبلها لمجرد انك تكره او تحب قائلها وكذلك مغالطه "تجاهل المطلوب" وهى  تجاهل المرء الشيء الذي يتوجب ان يبرهن عليه ويبرهن على شيء اخر وهكذا باقي المغالطات.

الفكرة العامة للكتاب

تتركز فكره الكتاب الأساسية على المغالطات المنطقية التي تحدث في حياتنا اليومية والتي تجعل المناقشات بيننا غير مجديه وتجعلها عقيمه ومجهده منذ البداية وهي ما يسميها الكاتب بالمنطق الصوري والكشف عنها يكون عن طريق المنطق غير الصوري.

تعريف المغالطات المنطقية

المغالطات المنطقية هي أنماط شائعه من الحج الباطلة التي تتخذ مظهر الحج الصحيحة فإذا كنا مثلا امام شخص عنده فكره ويريد ان يستدل على هذه الفكرة بحجه فهذه الحجه او طريقه استدلاله بها خاطئة او انها لا تقيم صحه الفكرة التي يقولها ومن هنا خرج ما يعرف بالمنطق غير الصوري ووظيفته استخدام المنطق في تحليل وتقييم هذه الحج الباطلة التي يستخدمها الناس.

ويطرح المؤلف في هذا الكتاب ثلاثين مغالطه على مدار ثلاثين فصل ستناول بعض منها على سبيل المثال بالشرح والتفصيل ونطبق مثال لكل مغالطه حتى تتضح للقارئين والمشاركين في المشروع الوطني للقراءة.

المغالطة الأولى : المصادرة علي المطلوب

ولنأخذ المثال التالي لتوضيح هذه المغالطة( يجب الغاء المواد غير المفيدة من مقررات الدراسة كاللغة الفرنسية وذلك لان انفاق الأموال على مواد غير مفيدة للطالب هو امر لا يقبله عقل وهنا ما هي الحجه التي استخدمها لأثبات ان اللغة الفرنسية هي ماده غير مفيدة.

 الحجه التي استخدمها  هنا هي أن انفاق الأموال لما ده غير مفيدة للطالب هو عمر لا يقبله احد وهذه الكل يتفق عليها لكن هذه الحجه لا تثبت لنا ان اللغة الفرنسية هي ماده غير مفيدة ،فهو هنا صادر على المطلوب ووضع النتيجة في المقدمة كأمر مسلم به، وهذه يمكن كشفها لواننا فككنا  العبارة الى الأجزاء التالية.

1- يجب الغاء المواد غير المفيدة.
2-  لان انفاق الأموال على ماده غير مفيدة للطالب هو أمر لا يقبله احد.
3-  اللغة الفرنسية  ماده غير مفيدة.
4- يجب الغاء ماده اللغة الفرنسية. 

عندما  فككنا هذه العبار أصبحت المغالطة هنا واضحه وهي في جمله اللغة الفرنسية ماده غير مفيدة والتي لا توجد أي حجه او دليل او برهان عليها كل الذي فعلته العبارة الأولى انها وضعت هذه النتيجة في مقدمة العبارة وصادرت على المطلوب.

ومن ضمن مغالطات المصادرة على المطلوب ما يعرف بالاستدلال الدائري، وفكره الاستدلال الدائري  هي انني استدل على الفكرة (أ)  بالفكرة (ب) واستدل على فكره (ب)بالفكرة (أ) يعني مثلا لو تخيلنا اننا كنا  ثلاثة افراد وكان معي 7 دولارات .

فأعطيت احدهم دولارين والأخر دولارين واخذت انا ثلاثة دولارات فقال لي احدهم لماذا استأثرت لنفسك بثلاثة دولارات فقلت له لأنني الرئيس فقال لي ومن الذي نصبك رئيسا فقلت له لان معي ثلاثة دولارات، فهذا هو الاستدلال الدائري، وكذلك البيت الشهير الذي يقول( كأننا والماء من حولنا قوم جلوس حولهم ماء.).

المغالطة الثانية :تجاهل المطلوب

نتخيل ان أحدا قام ببرنامج لمكافحه الفقر وقال ان الفقر ينبغي مكافحته وانا نسبته بلغت كذا وساعد في ارتفاع الجرائم بنسبه كذا وكذا، وهكذا استطاع ان يقنع الناس بضرورة مكافحه الفقر، فهو هنا  يبرهن على وجوب مكافحه الفقر لكنه لم يبرهن على ان برنامجه هو الذي سيكافح الفقر.

 وهنا تجاهل المطلوب وهو ضرورة البرهنة على مكافحه الفقر بالبرنامج الذي وضعه دون غيره، وكذلك مثل المدعي حينما  يثبت بشاعة القتل والجريمة لكنه لم يبرهن على ان المتهم هو من ارتكبها فهو هنا تجاهل المطلوب أيضا بتجاهله البرنامج الذى وضعه.

المغالطة الثالثة: المنشأ

وتظهر في هذه العبارة تحسين النسل علم ضار على نحو مطلق واللعب بالجينات عمل فاشي نازي حاوله هتلر من قبل فكيف نمضي في شيء بدأه شخص مثل هتلر، وتكمن  المغالطة هنا في الحكم على صحه الفكرة من خلال منشأها وهي مغالطه تستمد سطوتها كما قال المؤلف من الميل الفطري لدى البشر  فالإنسان لا يحب ان يقرن بمن لا يحب.

المغالطة الرابعة: الحجه الشخصية

وهي ان تعمد الى الطعن في الشخص القائل بدلا من تفنيد فكرته والطعن الشخصي بحد ذاته ليس مغالطه انما المغالطة حينما  نجعل هذا العيب الشخصي هو الأساس لرفض فكره هذا الشخص بشرط عدم وجود صله بين هذا العيب وبين الفكرة التي يطرحها بمعنى انك لو طعنت في شخص ما له علاقة بنجاحك مثلا او قبولك في وظيفه ما فهنا ثمة علاقه.

 وهذه المغالطة تتخذ عده صور منها الطعن الشخصي ومنها التعريض بالظروف الشخصية، فمثلا لو جاء احد ورفض برنامج اقترحته امراه لمكافحه التحرش وادعي ان برنامجها مبالغ فيه وانها وضعته بهذه الحده لأنها تعرضت للتحرش في طفولتها. هنا ارتكب مغالطة لأنه توجه لظروفها الشخصية ولم يفند الفكرة او البرنامج المقترح، صحيح ان الظروف او المصالح قد تؤثر على تفكير الانسان ولكنه ليس مبررا لرفض فكره او قبولها.

المغالطة الخامسة: تسميم البئر

وهي ان تبادر فتشوه صوره خصمك سواء بالسب أو بالتحريض عليه قبل ان يأخذ الخصم فرصته لعرض قضيته حتى لا يفتن الناس بآرائه كما فعل نابليون مع سنوبول في رواية مزرعة الحيوان يمكنكم الاطلاع عليها من هنا.

المغالطة السادسة: انت أيضا

وتظهر في العبارة التالية( لماذا كل هذا الجزع والفزع من الفساد؟ الفساد موجود في ارقى بلاد العالم) او عباره (لنسرق هؤلاء اللصوص لانهم لو تمكنوا منا لسرقونا) وهنا يبرر الخطأ بوجوده عند الاخر واحيانا ليس بوجود فقط بل بإمكانيه وجوده.

 مثل بيت المتنبي حينما  قال"  ومن عرف الأيام معرفتي بها وبالناس روع رمحه غير راحم  فليس بمرحوم اذا ظفروا به ولا في الردى الجاري عليهم بأثم"  وهذا بيت خطير لان المتنبي يقول فيه له عرفت الناس مثل معرفتي بهم لقتلتهم بدون رحمه لانهم لو ظفروا بك لقتلوك لذلك لا إثم عليك لو بادرتهم  أنت بالقتل.

الخاتمة

وسوف  نكتفي بهذا القدر من هذه المغالطات المنطقية التي جاءت في هذا الكتاب ونستكمل باقي المغالطات في المقالات القادمة حتى لا يصيبكم الملل والفتور فنحن نسعى دائما ان نقدم هذه المراجعات في شكل فقرات صغيره حتى يستطيع ان يستوعبها القارئ والمشارك في المشروع الوطني للقراءة ،نلقاكم في المراجعة القادمة إنتظروووونا. لقراءة كل المراجعات من هنا
google-playkhamsatmostaqltradent