استكمالا لمراجعة رواية الأمير الصغير للكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت اكزوبري سنستكمل معا رحلته الى كوكب الارض والتي ستساعد المشاركين في المشروع الوطني للقراءة على التلخيص والنقد لباقي الكتب والروايات ومناقشتها في التصفيات النهائية بإذن الله
لكن أيضا نجد بالمقابل بعض الحكم على لسان هذا الملك حينما قال "اذا امرت جنرالا ان يتحول الى طائر بري لم يطعني لن يكون الخطأ خطأه بل خطأي"، و حكمه أخرى على لسانه "محاكمه النفس اصعب من محاكمه الاخرين وانك لو نجحت في محاكمه نفسك ستكون حكيما حقيقيا".
وتأكيدا على هذا الشعور يسال المغرور الأمير إذا ما كان معجبا به كثيرا وهنا نلاحظ انه لم يساله هل انت حقا معجبا بي لأنه يعدها مسألة محسومه ولكن يسأله اذا ما كان معجبا به كثيرا ولما سأله الأمير الصغير عن معنى الاعجاب فيجيب" بان تقر انني الاجمل والأكثر أناقه والأغنى والأذكى على الكوكب".
وهذه الإجابة على قصرها تلخص أسباب غرور الانسان اما غرورا مرده الجمال او الاناقة أو الملبس اوالمال او الذكاء فيجيبه الأمير بانه وحيد على كوكبه أصلا على أي أساس كان الاجمل والأغنى والأذكى.. اجمل من من؟ واغني من من؟ واذكى من من؟ وليس احد اخر في الكوكب؟ وهو ما يمثل واقع المغرور الذي يعيش بالفعل في عالم لوحده.
سأل الأمير التاجر لماذا تملك هذه النجوم؟ قال لكي اصبح سريا، سأله وبماذا يفيدك الثراء؟ قال لاشترى نجوم أخرى وهنا حلقه مفرغه أخرى يصبح فيها المال والثراء غاية في حد ذاتها ، فهو يريد ان يملك نجوما كثيره ليشتري نجوما أكثر ولذلك تنبه الأمير لهذه المقاربة وقال هذا يفكر مثل السكير. الكوكب الخامس كان لرجل غريب وظيفته اشعال المصابيح واطفائها وحينما اطفاءها سأله الأمير لماذا أطفأتها؟ أجاب بانها التعليمات ،وحينما أعاد إشعالها سأله الأمير لماذا اشعلتها؟ اجابه إنها التعليمات و هو لا يدري لماذا عليه ان يطفؤها ولماذا عليه ان يشعلها ما يعرفه انها تعليمات عليه القيام بها.
زياره الكوكب الاول:
الكوكب الأول كان يسكنه ملك هتف حينما راي الأمير الصغير "ها هو احد رعايا" مع انه لم يسبق له ان راه لكن العالم بالنسبة للملوك مختزل الى درجه يعتبرون كل شيء من رعاياهم، ونرى هذا الملك في محاوله لتعزيز شعوره بامتلاك السلطة انه امره بعدم التثاؤب فلما لم يستطع الأمير الصغير منع نفسه امره بالتثاؤب فالتثاؤب من عدمه ليس قضيه ولكن المهم احساسه بانه مطاع.
نجد هنا أن السلطة أحيانا وهم يمنحها لهم المخدوعون فحينما ادعى الملك أن النجوم تأتمر بأمره طلب منه الأمير الصغير ان يشاهد غروب الشمس فأمرها بالغروب فقالله الملك ان ينتظر حتى تكون الشروط مواتيه أي عند الساعة 7:40ليأمرالشمس بان تغرب فتغرب.
لكن أيضا نجد بالمقابل بعض الحكم على لسان هذا الملك حينما قال "اذا امرت جنرالا ان يتحول الى طائر بري لم يطعني لن يكون الخطأ خطأه بل خطأي"، و حكمه أخرى على لسانه "محاكمه النفس اصعب من محاكمه الاخرين وانك لو نجحت في محاكمه نفسك ستكون حكيما حقيقيا".
زياره الكوكب الثاني:
الكوكب الثاني كان يسكنه شخص مغرور يقسم الناس عاده الى اثنين لا ثالث لهما معجب او حاسد وهو يرى نفسه بين الأول والثاني محورا لأنظارهم وللكون بأكمله وسنجد هذا مع اول عباره نطق بها المغرور حينما رأى الأمير الصغير صاح " هذه زيارة معجب بي " وهو يحب دائما تعزيز هذا الشعور لديه فنجده يا مره بان يضرب احدى يديه على الأخرى" فلما فعل الأمير ذلك اوهم نفسه بانه يصفق له فرفع قبعته تحيه له .
وتأكيدا على هذا الشعور يسال المغرور الأمير إذا ما كان معجبا به كثيرا وهنا نلاحظ انه لم يساله هل انت حقا معجبا بي لأنه يعدها مسألة محسومه ولكن يسأله اذا ما كان معجبا به كثيرا ولما سأله الأمير الصغير عن معنى الاعجاب فيجيب" بان تقر انني الاجمل والأكثر أناقه والأغنى والأذكى على الكوكب".
وهذه الإجابة على قصرها تلخص أسباب غرور الانسان اما غرورا مرده الجمال او الاناقة أو الملبس اوالمال او الذكاء فيجيبه الأمير بانه وحيد على كوكبه أصلا على أي أساس كان الاجمل والأغنى والأذكى.. اجمل من من؟ واغني من من؟ واذكى من من؟ وليس احد اخر في الكوكب؟ وهو ما يمثل واقع المغرور الذي يعيش بالفعل في عالم لوحده.
زياره الكوكب الثالث:
الكوكب الثالث كان يسكنه سكير والحوار بينهما قصير جدا سأله ماذا يفعل؟ قال اشرب، سأله لماذا تشرب؟ قال لكي أنسى، سأله تنسى ماذا؟ قال انسى الخزى الذي اشعر به ، سأله الخزي من ماذا؟ أجاب الخزي من الشرب ،وانتهى الحوار.
والسكير هنا يصور كثيرا الحلقات المفرغة في حياتنا ويمكن ان نطبقها على كل ادمان كحلقه الحب المفرغة التي يدور الانسان فيها لينساها فهو ينتقل من حب الى اخر لينسى حبا بعد اخر الركض خلف الحياه من محطه لأخرى وفي كل محطة يصلها يسعى الى نسيانها عن طريق نفس الركض.
والسكير هنا يصور كثيرا الحلقات المفرغة في حياتنا ويمكن ان نطبقها على كل ادمان كحلقه الحب المفرغة التي يدور الانسان فيها لينساها فهو ينتقل من حب الى اخر لينسى حبا بعد اخر الركض خلف الحياه من محطه لأخرى وفي كل محطة يصلها يسعى الى نسيانها عن طريق نفس الركض.
زياره الكوكب الرابع:
الكوكب الرابع يسكنه رجل اعمال مشغول حتى انه لم يرفع راسه عند وصول الأمير ولا تجري على لسانه سوي لغة الأرقام والعد، حينما سأله الأميرماذا يعد؟ قال أعد النجوم ،والنجوم هنا بمثابه الأموال ،سأله وماذا يفعل بها؟ اجابه بانه يملكها، سأله ولماذا تملكها؟ وهنا نلاحظ أسئلة الصغار وما يميز دائما اسئلتهم انها ليست مقيده بقواعد وواجبات مسبقه مما يدفعهم للتساؤل حول الأشياء التي ربما لم نطرحها نحن للتساؤل.سأل الأمير التاجر لماذا تملك هذه النجوم؟ قال لكي اصبح سريا، سأله وبماذا يفيدك الثراء؟ قال لاشترى نجوم أخرى وهنا حلقه مفرغه أخرى يصبح فيها المال والثراء غاية في حد ذاتها ، فهو يريد ان يملك نجوما كثيره ليشتري نجوما أكثر ولذلك تنبه الأمير لهذه المقاربة وقال هذا يفكر مثل السكير.
زياره الكوكب الخامس:
وحتى حينما تغير الكوكب وصار يجري بسرعه مما جعل مهنته اصعب في إطفاء المصابيح وإشعالها لم يعد يجد وقتا للراحة فما يكاد يحل النهار حتى يأتي المساء ولا يحل المساء حتى يأتي النهار، وظلت التعليمات نفسها لم تواكب تغير الكوكب حتى حينما اقترح عليه الأمير فكره يمكن ان تسهل عليه مهمته لم يقبل بها لأنها التعليمات.
"وفي رأيي ان المؤلف يسخر هنا من البيروقراطية التي تتسم بالتعقيد الحرفي بقواعد وقوانين ربما لا نفهم لماذا جاءت وقد لا تواكب تغير الظروف ويصبح السبب خلف القيام بكل شيء هو وجود التعليمات."
الكوكب السادس يسكن فيه جغرافي وكان الكوكب كبيرا وعلى الرغم من كونه جغرافيا الا انه كان يجهل كوكبه. زياره الكوكب السادس:
عندما سأله الأمير الصغير اذا ما كانت المحيطات موجوده في كوكبه؟ اجابه بانه لايعرف،سأله والجبال؟ قال لا اعرف والمدن والوديان والصحاري؟ أجاب بانه لا يستطيع معرفه ذلك، فلما استغرب الأمير، اجابه بانه ليس مستكشفا فهو جغرافي فقط يستقبل المستكشفين و يستجوبهم ويسجل ذكرياتهم.
ولما كان هو من يسكن ذلك الكوكب ولا يوجد من يحدثه عنه لم يستطع ان يعرف شيئا عن كوكبه فقط يعرف عن الكواكب الأخرى، فهو لا يبارح مكتبه بل ينتظر فقط المستكشفين وفي رايي أن الكاتب هنا يسخر من الانسان حينما يعرف كل شيء عن الاخرين ولا يعرف عن نفسه شيئا من حيث السمات والقدرات التي تؤهله للتعامل مع الاخرين.
فما الذي يربط الأباء بأبنائهم صحيح انهم جزء منهم ويحملون ملامحهم ولكن السبب يعود أيضا الى رعايتهم والوقت الذي قدموه معهم ولأجل هذا سنجد حتى المتبنين لأطفال انهم يحملون لهم نفس مشاعر الأبوه والحب وهم فريدون بالنسبة لهم وهذا بسبب الوقت الذي صرفوه من اجلهم والذي قضوه معهم.
عندما فهم الأمير هذا المعنى توجه إلى الورود وخاطبها قائلا" أنتن جميلات لكنكن فارغات لا يمكن التضحية بالحياة في سبيلكن ، ان العابر العادي قد يتخيل ان وردتي شبيهه بكن لكنها منفرده اهم منكن جميعا فهي من سقيت وهي من وضعت تحت الغطاء الزجاجي ومن حميت بالستار وهي من سمعتها تشكو وتتباهى وحين تصمت أحيانا انها وردتي."
وأدرك انه يتحمل جزء من مسئوليه خلافه مع وردته وان كانت مخطئه لأنها لم تعترف بحبها عن طريق الكلمات لكن كانت تقول له احبك بتصرفاتها والوقت الذي كان يقضيانه معا، أشياء يدركها القلب وفقط بالقلب يمكن للمرء ان يرى الأشياء على حقيقتها.
الرواية مصحوبه ببعض الرسومات التي تعمل كرفيق لخيال الأطفال فهي تمتع الأطفال وأيضا يستفيد منها الكبار في فهم خيال الأطفال والفانتازيا أوالرمزيه في الرواية تطلق العنان للقارئ في التفكير وإستنتاج الرسائل المتضمنة فيها.
زياره الكوكب السابع والأخير:
الكوكب السابع والأخير كان كوكب الأرض وحدث له فيها عده أمور منها انه عندما مشي في حديقة مليئة بالورود التي تشبه وردته شعر بحزن شديد لان زهرته كانت قد حكت له بانها فريده لا مثيل لها بينما هو الان امام خمسة ألاف ورده تشبهها، لكنه التقي بعدها بثعلب علمه معنى جميل جدا بان الوقت الذي صرفه من اجل العناية بوردته وسقايتها والحديث معها هو ما اكسبها تلك الأهمية وجعلها فريده في كونها.عندما فهم الأمير هذا المعنى توجه إلى الورود وخاطبها قائلا" أنتن جميلات لكنكن فارغات لا يمكن التضحية بالحياة في سبيلكن ، ان العابر العادي قد يتخيل ان وردتي شبيهه بكن لكنها منفرده اهم منكن جميعا فهي من سقيت وهي من وضعت تحت الغطاء الزجاجي ومن حميت بالستار وهي من سمعتها تشكو وتتباهى وحين تصمت أحيانا انها وردتي."
الدروس المستفادة وربطها بالواقع
- لابد ان نتذكر نحن الكبار اننا في يوم من الأيام كنا صغارا حتى يتسنى لنا فهم طبيعة الصغار وطريقه تفكيرهم.
- من الممكن ان كلمه واحده نقولها نحن الكبار لصغارنا قد تهدم حلم او مستقبل دون ان ندرى.
- ينبغي على كل إثنين يربطهم علاقه حب ان يبيحوا لبعضهما بهذا الحب ولا يضمرونه.
- لابد ان يكون هناك معنى وهدف ملموس لما نفعله في الحياه ونتجنب الدوران في حلقات مفرغه في حياتنا.
المعلومات الضمنية
يشير الكاتب ويلمح في معظم أجزاء الكتاب الى:-
- أن الفجوة التي تظهر بين الكبار والصغار يكون السبب الرئيسي فيها هو عدم فهمنا لطريقه تفكير الصغار.
- اننا كثيرا ندور في حلقات مفرغه في الحياه دون ان ندري.
- لا ينبغي لنا نحن الكبار ان نقيم الأشياء على قدر ثمنها بل على قيمتها بالنسبة الينا.
- قيمه الشيء بالنسبة لنا تتحدد بناء على قدر اهتمامنا و رعايتنا لهذا الشيء.
- يسخر المؤلف من البيروقراطية التي تتسم بالتعقيد الحرفي بقواعد وقوانين ربما لا نفهم لماذا جائت وقد لا تواكب تغير الظروف ويصبح السبب خلف القيام بكل شيء هو وجود التعليمات.
- قد يدرك الانسان تفاهة الخلافات عند الوداع.
- أحيانا يكفينا شخص واحد فقط ليضفي على كل حياتنا الوان السعادة.
نقد الكتاب
النقد الايجابي:
رواية الأمير الصغير يمكن ان يقرأها الطفل ويستمتع بها ويمكن ان يقرا الراشدون ويستمتعون بعمقها ،الرواية تبدو في ظاهرها قصه ذات احداث فانتازيه ولكنها ليست بريئة من الأفكار والرسائل التي تحملها فهي من الممكن ان تقرا من خلال هذين البعدين.النقد السلبي:
لا اجد في الرواية ما يجعلني أوجه اليها سهام النقد السلبي إلا أن لي بعض التحفظ على مشهد الكوكب الثالث للرجل السكير فهو قد لا يناسب الصغار في مجتمعاتنا ولكنه في نصف صفحه فقط.لمشاهدة الجزء الاول اضغط هنا
لمشاهدة الجزء الثاني اضغط هنا